Sunday, 7 December 2025

جاري التحميل...

جاري التحميل...

عاجل
بورجيا يعلن برنامج زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان

بورجيا يعلن برنامج زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان

October 28, 2025

المصدر:

وكالة الأنباء المركزية

 أعلن السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا البرنامج الرسمي لزيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان في 30 تشرين الثاني والأول والثاني من كانون الأول في مؤتمر صحافي عقده في المركز الكاثوليكي للاعلام بدعوة من رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري، في حضور رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان المنسق الكنسي للزيارة المطران ميشال عون، مدير المركز الكاثوليكي المونسنيور عبده أبو كسم، رئيس بلدية جل الديب جورج أبو جودة، وأعضاء اللجنة الكنسية المنظمة للزيارة.

العنداري

بداية رحب المطران العنداري بالحضور وقال:"يطيب لنا ويشرّفنا أَن نرحبّ بكم سعادة السفير البابوي وسيادة الأخ الجليل والحضور الكريم في هذا المؤتمر الصحافي بمناسبة الإعلان الرسمي عن برنامج زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان بين الثلاثين من شهر تشرين الثاني والثاني من شهر كانون الأَوَل المُقبِل".

أضاف:"إنها من نِعَم اللّه علينا أن يفتتح قداسة الحبر الأعظم  زياراته الرسولية إلى وطن الأرز ولبنان الرسالة، متمّماً رغبة قداسة البابا فرنسيس الراحل، ومن زار لبنان قبله، البابا القديس يوحنا بولس الثاني، والبابا بندكتوس السادس عشر.  نسأَلُ اللّه، بشفاعة سيّدة لبنان وقدّيسيه، أن تحقّق هذه الزيارة أَهدافها تحت الشعار الإنجيلي المعتمد لها "طوبى لفاعلي السلام".

بورجيا

ثم تحدث المطران بورجيا عن الزيارة فقال:"سلاماتي إلى الجميع، أنا مسرور بوجودي بينكم اليوم لمناسبة زيارة البابا إلى لبنان وهي الزيارة الأولى له خارج الفاتيكان والتي ستشمل تركيا ولبنان".  

أضاف:"سُئلت عن الفرق بين السفر إلى تركيا والسفر إلى لبنان، السفر إلى تركيا كان في فكر البابا فرنسيس لمناسبة مرور 1700 سنة على مجمع نيقيا ولذلك سيزور البابا تركيا، أما السفر إلى لبنان فهذه المرة مختلف وليست هناك مناسبة خاصة، فالبابا يوحنا بولس الثاني والبابا بنديكتوس أتيا إلى لبنان لإعلان "الإرشاد الرسولي"، لكن اختيار المجيء إلى لبنان هذه المرة نابع من القلب، ولدى البابا لاوون رغبة بزيارة لبنان لأنه كما قال "لبنان تألم كثيراً"، فهو يحمل رسالة تدعو إلى السلام، وشعار الزيارة هي "طوبى لفاعلي السلام" لأن العالم والشرق الأوسط بحاجة إلى سلام".

وتابع:"أول كلمة للبابا بعد انتخابه كانت "السلام عليكم والسلام معكم"، فهذه الكلمة تشكل نواة برنامج البابا، وفور انتخابه قرر البابا زيارة لبنان وأنا شخصياً التقيته في أوائل حزيران وقلت له إن لبنان ينتظر زيارة البابا، وبعد اسبوعين أُبلغت بأن البابا سيزور لبنان، وكانت مفاجأة لي وأعتقد أن هذه الزيارة هي من أجل لبنان والشرق الأوسط وهي عبارة عن شعور محبة البابا لهذه المناطق وهي علامة أمل للمستقبل ودعوة لنتشارك في بناء السلام. ومنذ أسبوعين التقيت البابا في الفاتيكان وسألته ماذا أقول للبنانيين فأجابني: أنا انتظر هذه الزيارة بفارغ الصبر وأدعو الجميع للعمل من أجل السلام ونحن في انتظار البابا بهذا الشعور".  

وعرض بورجيا لبرنامج الزيارة فأشار إلى أنها "ككل زيارة للبابا هناك أمور بروتوكولية وأمور كنسية. ولفت إلى "الزيارة تبدأ باستقبال في المطار ثم زيارة للقصر الجمهوري ولقاء مع الرؤساء الثلاثة ولقاء مع الملتزمين بالسياسة والحياة الوطنية في لبنان ثم لقاءات تتعلق بالكنيسة ، منها لقاء في في حريصا ولقاء مع الشبيبة وقداس احتفالي في بيروت ".

وولفت إلى أن "الجديد في هذه الزيارة البابوية هي زيارة مار شربل في عنايا لأنه كما قلت للبابا، رمز لبنان لم يعد الأرز فقط بل أيضاً مار شربل لأنه لا ينتمي فقط للكنيسة وللمسيحيين إنما هو مرجع للأديان الأخرى ويمثل روحانية اللبنانيين بعيداً من الدين، لذلك سيزور مار شربل، كما سيزور البابا مستشفى دير الصليب للقاء من هم بحاجة إلى رعاية ولتشجيع الاشخاص الذين يعملون في خدمة الآخرين وليؤكد التضامن الخاص مع لبنان

ومن بعدها سيزور البابا مكان انفجار بيروت".

وختم بورجيا:"البرنامج حافل لكن البابا لا يزال شاباً، ويشمل لقاءات مع كل الفئات اللبنانية، وهناك شيء مهم هو لقاء بين الأديان في وسط بيروت مع كل رؤساء الكنائس والأديان الأخرى لتبادل الأفكار حول السلام وإعطاء صورة عن العيش المشترك في لبنان، وهذا الهدف الذي يجب أن نبنيه يوماً بعد يوم، وهذا ما تتميز به هذه الأرض".  

المطران عون

بعد ذلك شرح المطران عون معنى اللوغو الرسمي المعتمد للزيارة الذي "يصوّر في الوسط قداسة البابا رافعاً يده لإعطاء البركة والسلام ووراءه حمامة بيضاء رمز السلام لان زيارته تحمل شعار السلام، وفي الجهة الثانية الأرزة اللبنانية علامة لبنان والتجذر، وامام الأرزة صليب اليوبيل للكنيسة الكاثوليكية عام 2025 علامة الرجاء والذي نرتكز عليه في قلب العواصف والصعوبات التي نمر بها، بالإضافة إلى شعار الزيارة "طوبى لفاعلي السلام"، لأن البابا آتٍ لإعلان السلام"، ولفت إلى أن "الالوان التي اختيرت هي ألوان العلم اللبناني بالإضافة الى اللون الازرق الذي يوحي بالسلام والطمأنينة".

وأشار إلى أنه " اختيار البابا زيارته الأولى للبنان، يعني أنه يشعر معنا ويعلم أن هذا الوطن الذي تألم كثيرا بحاجة إلى أن يكون خليفة بطرس قداسة البابا إلى جانبه، لذلك أدعو كل اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين إلى استقبال البابا بحماس وفرح كبير من خلال المشاركة الكثيفة في القداس في بيروت وفي لقاء الشبيبة في بكركي وعلى الطرق التي سيجوبها خلال زيارته تعبيراً له عن محبتنا، وتسهيلاً لذلك أعلنت الحكومة الإقفال في الأول والثاني من كانون الأول".

ولفت المطران عون إلى أنه "من أجل تنظيم المشاركة في الاحتفالات، تم إطلاق google form لتسجيل المشاركة عبر الأبرشيات والرعايا من من أجل إحصاء الأعداد وتوزيع البطاقات بهدف المساعدة للوصول إلى مكان الاحتفال والعودة منه مع تأمين النقل وبتعاون كامل مع اللبنانية الأولى والقصر الجمهوري بما يليق بقداسة البابا وبلبنان".

أبو كسم

واختتم المؤتمر بكلمة لأبو كسم قال فيها:"شكراً لقداسة البابا لاوون الرابع عشر لأنّه اختار لبنان أرض بلاد بشارة وصور وصيدا وبلد الأرز، وموطن القديسين، أول وجهة له لزيارته الراعويّة في بداية حبريّته على رأس الكنيسة الكاثوليكيّة. هذه الزيارة منبع فرح بالنسبة إلينا، ونافذة رجاء لجميع اللبنانيّين، وأمانة ثمينة، ثمنها أن نحفظ وديعة الله على الأرض - لبنان الرسالة، والخميرة الطيّبة في هذا الشرق".

أضاف:"هذه الزيارة تحملنا مسؤولية كبيرة لنبقى في هذا الشرق كما أرادنا البابا القديس يوحنا بولس الثاني رسالة وكما أرادنا البابا بنديكتوس شهوداً للرجاء في هذا الشرق. فهذه الزيارة تؤكد الزيارتين، لذلك نحن مدعوون إلى تحمل هذه المسؤولية الكبيرة من هذا الحبر الجليل الكبير رأس الكنيسة الكاثوليكية".

وختم أبو كسم :"بلسان كل اللبنانيّين نقول: ننتظرك بفارغ الصبر تحمل إلينا البركة والرجاء والسلام، وبقلوب يغمرها الفرح نقول لقداستك أهلاً وسهلاً" وإلى اللقاء في 30 تشرين الثاني".

 

Posted byKarim Haddad✍️

عودة في قداس عيد القديس نيقولاوس: كان يدخل إلى عمق حاجة الإنسان ويساعده
December 6, 2025

عودة في قداس عيد القديس نيقولاوس: كان يدخل إلى عمق حاجة الإنسان ويساعده

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة قداس عيد القديس نيقولاوس العجائبي في كنيسة القديس نيقولاوس بحضور حشد من المؤمنين. وبعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "نقف اليوم أمام نعمة الله المعلنة في شخص القديس نيقولاوس العجائبي، الراعي الذي صار إنجيلا حيا تجلت فيه التطويبات التي تفوه بها الرب يسوع، والتي قبلها قديسنا كمنهج حياة، فسار في إثر المعلم بقلبه وسيرته وصبره، وصار مثالا للرعاة والمؤمنين معا. حين ننظر إلى القديس نيقولاوس، لا نراه شخصية تاريخية محاطة بالأساطير، بل نعاين وجها إنجيليا صافيا. هذا الأسقف الوديع حمل في قلبه روح المساكين بالروح، لأنه أدرك أن الغنى الحقيقي ليس في المال ولا في المكانة، بل في الدخول إلى فقر المسيح الذي به صار كثيرون أغنياء. كان يعطي بلا حساب، ويخدم دون أن ينتظر مكافأة أرضية. تماهى مع الباكين والمتألمين، واحتمل إضطهادات وجروحا من أجل البر. لم يتردد في مساعدة كل إنسان بائس، حتى صار اسمه مرادفا للرحمة، ولم يتوان عن الدفاع عن الإيمان في وجه الهرطقات".

أضاف: "المجمع النيقاوي، الذي عيدنا لذكراه ال1700 منذ أيام، والذي حضره القديس نيقولاوس، يشهد على غيرته على الإيمان القويم. لم يرض أن يدنس مجد الإبن الوحيد بأقوال آريوس، لأن قلبه كان مفعما بمحبة المسيح. هذه الغيرة يبرزها نص الرسالة حين يدعو المؤمنين إلى الثقة بمرشديهم «الذين يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سيعطون حسابا». الرعاة الحقيقيون هم الذين يحملون في أعماقهم نور الحق، لا طمعا بمجد باطل، بل غيرة على خلاص الإنسان. هكذا كان قديسنا راعيا يسهر على شعبه، لا كموظف في منصب، بل كأب روحي يرى في كل نفس صورة المسيح. يخبرنا التقليد الكنسي المقدس أن القديس نيقولاوس كان يقوم ليلا ليصلي لأجل شعبه، وكان يشعر بآلام الفقراء والخطأة كأنها آلامه الشخصية. هذا يجعلنا نفهم قول الرسالة: «فإنهم يسهرون لأجل نفوسكم سهر من سيعطي حسابا». لم يسهر القديس لأجل إدارة شؤون خارجية، بل لأجل أن تشفى النفوس، وأن تتقوى القلوب المتعثرة، وأن تجد كل نفس طريقها إلى النور. هذه دعوة واضحة لنكون شركاء في هذه المسيرة، مطيعين الرعاة الذين انتقاهم الروح القدس، وفاعلين في حياة الكنيسة، لأن الكنيسة ليست ملجأ تلقى فيه همومنا وحسب، بل جسد حي يطلب تفاعلنا وجهدنا وتوبتنا".

وتابع: "يظهر لنا إنجيل اليوم أن التطويبات حقيقة تعاش واقعيا. فكل من يعيش في عالم اليوم يشعر بثقل الألم والخوف والظلم والتحديات الأخلاقية والروحية والحياتية. كثيرون يبكون من الفقر أو الظلم، ويجوعون إلى العدالة والحق، ويشعرون بأنهم منبوذون بسبب تمسكهم بقيم الإنجيل. إلى هؤلاء كلهم يتوجه المسيح معلنا «طوبى لكم»، ليس لأن الألم بذاته حميد، بل لأن الله حاضر في عمق الألم، يحول الجراح إلى نعمة. هذا ما عاشه القديس نيقولاوس، إذ صار للمساكين معزيا، وللخطأة رجاء، وللمظلومين نصيرا، حتى إن اسمه ارتبط بالعجائب لأن محبته سمت فوق حدود الطبيعة. تعلمنا سيرته أن الإنسان المسيحي لا يكتفي بإيمان نظري. فالقديس كان رجل صلاة وعمل معا. لم يكن كاهنا ينطق بكلمات عظيمة ثم يترك الفقراء لقدرهم، بل كان يدخل إلى عمق حاجة الإنسان ويساعده دون أن يعرف أحد، كما في قصة الفتيات الثلاث اللواتي وهبهن المال سرا لينقذهن من السوء. كان قلبه هيكلا حيا، وذبيحته كانت الرحمة".

وقال: "وإذ يطلب الرسول بولس من المؤمنين أن يصلوا من أجله ومن أجل الإخوة، نسمع صدى طلبه في حياة القديس نيقولاوس الذي كان يرفع الجميع في صلاته، فنفهم أن الكنيسة لا تقوم على فردية روحية، بل على شركة في المحبة والصلاة والخدمة. اليوم، يحتاج المسيحي أن يستعيد هذا الحس الكنسي العميق، أي أن يكون جزءا من الجسد الواحد، يشعر مع الآخرين، ويصلي من أجلهم، ويخدمهم بفرح. يذكرنا الرسول بولس بأن إله السلام يكملنا في كل عمل صالح. هذه العبارة تكاد تكون شرحا روحيا لحياة القديس نيقولاوس، إذ لم يكن يعتمد على قوته ولا على حكمته، بل على الله الذي يكمل. لذلك يستطيع المؤمن، في وسط عالم يضغطه، أن يجد العزاء في الله، عالما أنه ليس وحده في جهاده، بل الله يعمل فيه، والقديسون يتشفعون به، والكنيسة تسنده. لذلك يقول لنا الرب: «إفرحوا وتهللوا» لا بفرح سطحي يتجاهل الألم، بل بفرح مبني على الرجاء بأن المسيح حاضر، وأن ملكوته يقترب، وأن الصليب ليس النهاية".

وسأل: "كيف يمكننا أن نتشبه بالقديس نيقولاوس اليوم؟ لعل الخطوة الأولى أن نسمح للإنجيل أن يدخل واقع حياتنا، فلا نهرب من دعوة التطويبات، بل نعيشها قدر المستطاع، بأن نكون بسطاء، ودعاء، صادقين في إيماننا، قريبين من الجائعين والمتألمين، وشاهدين للمسيح في عملنا وعائلاتنا ومجتمعنا. وأن ننفتح على حياة الكنيسة، مطيعين توجيهات مرشديها، ومساهمين في رسالتها، وواعين أن خلاصنا ليس مشروعا فرديا بل مسيرة جماعية. لنتشبه بالقديس نيقولاوس، ولو قليلا، لنصبح مثله أيقونات للمسيح في العالم".

وختم: "ألا منحنا الرب قلبا رحيما كقلبه، وإيمانا ثابتا كإيمانه، ومحبة عاملة كمحبته، لننال نحن أيضا نصيبا من التطويبات، ونصبح أبناء الملكوت، نشهد للنور وسط دهر مظلم".

 

البطريرك العبسي في كلمته للبابا:  نرجو أن تواصلوا جهودكم لمنحنا السلام
December 2, 2025

البطريرك العبسي في كلمته للبابا: نرجو أن تواصلوا جهودكم لمنحنا السلام

 قبل أن يبدأ البابا لاون الرابع عشر القداس الإلهي في الواجهة البحرية، كان للبطريرك العبسي بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، كلمة رحّب فيها بالبابا قائلًا:

"قداسة البابا لاون، في هذا اليوم وفي هذه اللحظات أتت إليكم والتفّت من حولكم هذه الجموع الغفيرة التي تشاهدونها قادمةً من لبنان كلّه وحتّى من خارج لبنان لتراكم وتسمعكم وتصلّي معكم وتستقي منكم العزيمة والرجاء والفرح والراحة.
هذه الجموع التي تشاهدونها قد أتت من هذا البلد، لبنان، الذي يُعرف ببلد السلام، لتردّ عليكم السلام الذي أطلقْتَموه للعالم أجمع عقب انتخابكم بإعلانكم: "السلام لجميعكم". أتت هذه الجموع لتقول لكم "ولروحك أيضًا"، و"أهلًا وسهلًا" بقداستك في لبنان، مرحّبة، مفترشة من قلوبها أغصانًا للزينة وصارخة نظير تلك الجماهير في يوم الشعانين "مباركٌ الآتي باسم الربّ".
أضاف: "قداسة البابا، هذه الجموع التي تحيّيكم وتصلّي معكم الآن وهنا هم أبناء الكنائس الشرقيّة العزيزة على قلبكم والتي خصّصتُم لها أوّلى لقاءاتكم وعبّرتم لها فيها عن بالغ تقديركم لها وعن إرادة وواجب المحافظة عليها ودعمها، لأنّها كنز للكنيسة الجامعة، ولأنّ بقاءها بالتالي وحضورها في لبنان والشرق لا غنى عنهما. من روما إلى القسطنطينيّة إلى أنطاكية، مشوارٌ إيمانيّ أردتَم به، يا قداسة البابا، أن تقرنوا القول بالفعل وأن تعبّروا في الوقت عينه عن رغبتنا كلّنا في أن نكون واحدًا ليؤمن العالم، السيّد المسيح قال لبطرس: "أنت الصخرة عليها أبني كنيستي"، وها هو خليفته في رومة، المترئّس في المحبّة، قد أتى "يثبّت إخوته" في لبنان والشرق الحائر التائه. دعوتنا اليوم لنصلّي معكم وتُسمعونا كلمات الثبات في الإيمان والرجاء والمحبّة.
إنّ حضوركم في هذا التوقيت الحرج يحمل في جوهره رسالة رجاء بليغة، تعبّر عن قرب الكرسيّ الرسوليّ الروماني من اللبنانيّين بشكل خاصّ ومن شعوب المنطقة بشكل عامّ. رجاؤنا أن تواصلوا، يا صاحب القداسة، جهودكم الدؤوبة مقرونة بالصلاة على خطى أسلافكم لكي يمنحنا إله السلامِ السلامَ حتّى يبقى أولادنا صامدين في أرضهم وفي رسالتهم، مناراتٍ للعيش المشترك وشهودًا للعالم أنّ الإنسان واحد وأنّ الصداقة والجيرة والمواطنة أقوى وأمتن من التفرقة".
وفي الختام قال البطريرك العبسي: "قدومكم إلى لبنان، يا قداسة البابا، ليس للسير في خطى أسلافكم وحسب إنّما يحمل رسالة سامية للذين التقيتم بهم خصوصًا المكرّسين والشباب. وبزيارتكم لمقام القدّيس شربل، وللمرضى في دير الصليب، وللمهجّرين والمجروحين بالقرب من هنا أريتمونا الأولويّة: الصلاة ورعاية الناس المتعبين. سوف نترك هذا المكان ونخرج من هذه الليترجيّا الإلهيّة التي تصنع وحدتنا وفي قلبنا فرح وسلام لن ينزعهما منّا أحد أو شيء لأنّهما وعد السيّد.
أيّها الأب الأقدس، إذ نشكر الله الذي أعطانا رئيسَ كهنة مثلَكم، نلتمس بركتكم الرسوليّة، باسمنا كلّنا نحن الذين من حولكم، وباسم غيرنا الكثيرين الذين يرونكم ويسمعونكم من حيث هم، نصافحكم قائلين: "سلام المسيح"، "المسيح فيما بيننا"، "أهلًا وسهلًا".