أشهرها الإسكندرية... مصر في كلّ مكان حول العالم بأسماء مدنها

في شهر نيسان (أبريل) من عام 331 قبل الميلاد، أسس الإسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية في شمال مصر. إنها ليست المدينة الوحيدة التي تحمل اسمه، لكنها الأشهر بين مدن عدة أسسها القائد اليوناني العظيم، إلى حد جعل الناس حول العالم يستحضرون صورة المدينة المصرية القديمة، حين ينطق اسم الإسكندرية.

 

تلك المدينة الساحرة المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى عدد من المدن التاريخية الأخرى في مصر، وأشهرها ممفيس، والقاهرة، تم اقتباس أسمائها، وأطلقت على مدن غربية عدة، بخاصة في الولايات المتحدة.

 

اختيار تلك المدن خاصة، وانتشار أسمائها على هذا النحو، يطرح تساؤلات حول سبب انتقائها، فهل ثمة ما يربطها بتلك الحضارة، لا سيما الحضارة الغربية خاصة؟

 

يقول الباحث الأكاديمي في مجال الآثار والتاريخ محمد محيي لـ"النهار العربي": "لا شك في أن هناك أسباباً دعت إلى اختيار هذه المدن تحديداً لاقتباس أسمائها، وإطلاقها على مدن في بلدان أخرى".

 

كورنيش الإسكندرية قرب ساعة الغروب

 

الإسكندريّة

في العالم أكثر من 50 مدينة تحمل اسم الإسكندرية، منها 21 مدينة في الولايات المتحدة وحدها.

 

يشير محيي إلى أن "مدينة الإسكندرية الواقعة شمال مصر، هي الأكثر شهرة عالمياً، لكنها في الوقت ذاته ليست أول مدينة تحمل اسم الإسكندر المقدوني، فأول مدينة حملت اسمه كانت في إقليم البنجاب في الهند، واختار لها القائد اليوناني اسم حصانه (فوكيفاليس) الذي توفى، وأطلق عليها اسم الإسكندرية فوكيفاليس".

 

ويعتقد محيي "أنه بالنظر إلى أن أول مدينة كانت تخليداً لاسم جواد الإسكندر الأكبر، فإن أول مكان حمل اسمه وحده هو مدينة الإسكندرية المصرية".

 

وتشير بعض الروايات إلى أن جسد الإسكندر الأكبر دُفن إما في مدينة الإسكندرية القديمة، أو في واحة سيوة، أو في موقع ما بينهما، لكن لا أدلة قاطعة على صحة أي من تلك الروايات، فمكان قبره لا يزال سراً غامضاً.

 

وتبلغ مساحة الإسكندرية حالياً 2679 كيلومتراً مربعاً، ويسكنها ما يناهز 5 ملايين نسمة. وظلت تلك المدينة الساحرة عاصمة لمصر منذ أسسها الإسكندر الأكبر، وحتى دخول عمرو بن العاص إلى مصر عام 642.

 

ممفيس

يقول الباحث إن "مدينة ممفيس (منف) كانت المدينة الأوفر شهرة في بلاد اليونان بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر".

 

آثار مصرية قديمة في مدينة ممفيس جنوب العاصمة المصرية الحالية

 

تلك المدينة التي احتلت مكانة سياسية عالية في عهد قدماء المصريين وعصور تالية، أطلق اسمها على 12 مدينة أميركية، كما هناك أماكن عدة في العالم تحمل الاسم ذاته.

 

ويشير الباحث في مجال الآثار والتاريخ إلى أن المدينة الفرعونية "كانت العاصمة السياسية لمصر القديمة، وأشهر معبد مشهور في اليونان، لم يكن الكرنك أو الأقصر، ولكنه معبد الوحي في منطقة سيوة، لأنهم كانوا يقارنون بينه وبين معبد دلفي، وكذلك بسبب المعرفة التي نقلتها الحضارة اليونانية عن الحضارة المصرية".

 

شارع بيل في وسط مدينة ممفيس في ولاية تينيسي الأميركية

 

 ويوضح محيي أن "التأثير الحضاري بين مصر والغرب في العصور القديمة، جعل اسم ممفيس ينتقل إلى بعض المدن حول العالم. وفي أميركا خاصة، نجد أنهم يتيمّنون بأسماء بعض المدن التي تعود لحضارات قديمة، ومنها ممفيس".

 

وكانت تلك المدينة التاريخية إحدى عواصم مصر القديمة، وبلغ عدد سكانها في عام 2250 قبل الميلاد قرابة 30 ألف نسمة في عهد الفراعنة.

 

وتقع المدينة المهجورة حالياً على بعد 20 كيلومتراً تقريباً جنوب القاهرة، وباتت منطقة غير مأهولة، وتدخل في نطاق محافظة الجيزة.

 

نهر النيل وسط العاصمة المصرية القاهرة

 

القاهرة

وعن اسم القاهرة، يقول الباحث: "لقد انتقل في بداية الأمر إلى الولايات المتحدة عام 1818، وكان في ولاية إلينوي، وأطلق اسم "ليتل إيجيبت" في البداية على إحدى مدنها إلى جانب الاسم الرسمي لها وهو القاهرة".

 

وهناك نحو 25  مدينة تسمى القاهرة بخلاف العاصمة المصرية، منها قرابة 15 في الولايات المتحدة وحدها، وبعض المصادر تقول إنها تضم 19 مكاناً يسمى القاهرة.

 

ويرى محيي أن "السبب في ذلك أن هذه المدينة تقع على نهر الميسيسيبي، وكان مجتمعاً زراعياً، لذا كانوا يشعرون بالفخر أنهم مجتمع زراعي مثل المجتمع المصري في ذلك الوقت".

 

وتعد القاهرة حالياً عاصمة الدولة المصرية، وتبلغ مساحتها قرابة 3000 كليومتر مربع، ويصل عدد سكانها إلى نحو 9.54 ملايين نسمة، ما يضعها في مصاف أكثر مدن العالم ازدحاماً.

المصدر: النهار العربي

القاهرة - ياسر خليل