https://www.traditionrolex.com/8


​تطوّر خطير في الحرب السّودانية... مسيّرات "الدّعم السّريع" تقترب من البرهان


On 25 April, 2024
Published By Tony Ghantous
​تطوّر خطير في الحرب السّودانية... مسيّرات "الدّعم السّريع" تقترب من البرهان

ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها ولايات الشمال والشرق السوداني لهجمات بالمسيرات، لكن اللافت هو تزامنها هذه المرة مع وجود قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ما يرفع احتمالات محاولة استهداف قيادات الصف الأول، وهو ما يؤشر إلى مرحلة جديدة من الصراع بالتزامن مع غليان ميداني شمال الخرطوم وفي دارفور.

 

هجمات المسيّرات 

فقد استهدفت خمس مسيرات مقار الفرقة الثالثة مشاة في مدينة شندي في ولاية نهر النيل شمال السودان، بالتزامن مع زيارة البرهان للمدينة في حادثة هي الأولى من نوعها. وقالت مصادر ميدانية لـ"النهار العربي" إن المسيرات تحركت من جهات جنوبية إلى الشمال، وقد تم التصدي لها عبر المضادات الأرضية، ليتم إسقاط إحداها ضمن المطار التابع لمقر الفرقة والباقي خارجها.

 

وبعد ساعة ظهرت مسيرة ثانية تم التصدي لها حول المهبط الجوي للقاعدة في منطقة الشقالوة، من دون أضرار ولا إصابات بشرية، بحسب المصادر التي أكدت أن الأوضاع عادت لتسير بصورة طبيعية. وتردد في الوقت ذاته أن البرهان كان يستعد للمغادرة قبل أن يبدأ هجوم المسيرات، غير أن إعلام مجلس السيادة بث صوراً في وقت لاحق تظهر زيارة البرهان لمستشفى في مدينة المتممة التي تبعد قرابة 47 كيلومتراً شمال شرقي شندي.

 

 

ويعد التصعيد الأخير الأول من نوعه لجهة استهداف قيادات عليا في الجيش السوداني، وتحديداً البرهان، الذي سبق أن طالت نيران الدعم السريع مقر إقامته أول أيام الحرب العام الماضي، حين قاتل بنفسه ومع عدد من حراسه الشخصيين، قبل أن ينتقل إلى مقر القيادة العامة وسط الخرطوم.

 

غليان ميداني متوسع

وتعتبر عملية المسيرات هذه الثالثة من نوعها في غضون شهر، إذ تعرضت مدينة عطبرة في الولاية نفسها لهجوم خلال إفطار رمضاني أقامه لواء "البراء بن مالك" الإسلامي، ما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا. وليلة عيد الفطر تكرر المشهد قرب مقر أمني في ولاية القضارف شرق البلاد. ويأتي ذلك وسط اشتعال المواجهات على أكثر من جبهة، أهمها مصفاة الجيلي النفطية التي تبعد عن شندي 120 كيلومتراً لجهة الجنوب الغربي، حيث تدور معارك وصفتها مصادر ميدانية بالعنيفة وسط تكتم على مجريات الاشتباكات، ضمن منطقة تعد بوابة مدينة بحري شمال الخرطوم وتشكل خط الإمداد للنفط ومشتقاته، بالإضافة لقربها من مستودعات للذخيرة ومهابط جوية، أهمها منطقة جبل جاري التي أكدت المصادر تقدم قوات الجيش للاستيلاء عليها.

 

 

تصعيد في الفاشر

وبالتزامن تشهد مدينة الفاشر شمال إقليم دارفور تصعيداً واسعاً، مع استمرار هجمات قوات الدعم السريع على آخر معقل للجيش والحركات المسلحة في المنطقة، فيما كان لافتاً قبل أيام إعلان قبيلة الزغاوة، إحدى أكبر القبائل الأفريقية، المواجهة ضد الدعم السريع، وهي التي ينتمي إليها معظم قادة الحركات التي سبق أن قاتلت ميليشيات الجنجويد قبل عشرين عاماً. وخرج زعيم ومؤسس مجلس الصحوة الثوري موسى هلال عن صمته معلناً وقوفه إلى جانب الجيش، ويعتبر هلال زعيم قبيلة المحاميد العربية وأول من تولى العمل ضمن الجنجويد أيام عمر البشير لإخماد الاقتتال في دارفور قبل أن ينشق قريبه محمد حمدان دقلو (حميدتي) عنها ويؤسس الدعم السريع بل ويعتقل هلال بأوامر من البشير، ليُطلق سراحه لاحقاً.

 

 

من أين جاءت المسيرات؟

انطلاق المسيرات نحو شندي من الجنوب رجح فرضيات عدة بشأن موقع الإطلاق، سواء من منطقة صالحة جنوب أم درمان أم من ولاية الجزيرة، لكن خبير إدارة الأزمات والتفاوض في مركز البحوث الاستراتيجية اللواء أمين إسماعيل مجذوب، يعتبر أن أقرب مكان تنطلق منه المسيرات هو مصفاة الجيلي، حيث قوات الدعم السريع تحت الحصار على حد قوله. ويرى أن قواعد الاشتباك قد تبدلت اليوم، مضيفاً في حديث إلى "النهار العربي": "بالنسبة إلى قواعد الاشتباك، فهذا استهداف للقائد العام، وقيادة شندي العسكرية والأمنية على دراية بالزيارة ويبدو أنها رتبت نفسها جيداً حتى تم التصدي لهذا العدد من مسيرات تم إسقاطها". وبحسب اللواء مجذوب، فإن غاية الدعم السريع هي تخفيف الضغط عن قواتها في المصفاة والانتقام من قيادة الجيش على النجاح الذي تحقق في محاور العمليات، بحسب تعبيره، قائلاً إن "استهداف البرهان هو صيد ثمين لو تمكنوا من المساس به، واليوم دخلنا في مرحلة جديدة هي استهدف القيادات بصورة علنية وهذا أمر خطير سيقود إلى تصعيد مضاد".

 

تعقيد أكبر للمشهد

وجهة نظر مجذوب تتقاطع مع رؤية الكاتب والمحلل السياسي محمد تورشين الذي، بالإضافة إلى مسألة تهديد حياة قائد الجيش، يرى الأمر بمثابة التطور الخطير، معقباً لـ"النهار العربي": "إضافة إلى ارتباط ذلك بتهديد حياة رئيس مجلس السيادة، فهناك قدرة الدعم السريع للحصول على مسيرات وأن تكون جزءاً من العمليات العسكرية وإرسالها إلى المواجهات في شندي أو عطبرة والقضارف وكل المناطق الآمنة، وهذا يعني أن مسار العمليات العسكرية قد تغير وباتت هناك مؤثرات ومتغيرات جوهرية تؤثر بشكل أو بآخر على مستقبل الوضع الميداني". وبحسب تورشين، فإن معطيات جديدة ستفرض، وبات على البرهان وكل أعضاء مجلس السيادة والقيادات العسكرية المتنقلة في المدن المزيد من الحذر، ليخلص إلى أن "حصول الدعم على أسلحة متطورة ينعكس بطبيعة الحال على العمليات ويعقد المشهد العسكري، بل يجعل أزمة السودان أكثر صعوبة من أزمات دول مثل ليبيا واليمن وسوريا".

المصدر: "المصدر: النهار العربي طارق العبد"






إقرأ أيضاً

نداء دولي إلى "حماس"... الأسرى مقابل وقف النار
دبي... شركة تطرح أدوات مائدة قابلة للزرع بعد استخدامها

https://www.traditionrolex.com/8