https://www.traditionrolex.com/8


من قصور تراثية إلى فنادق سياحية في مصر


On 29 March, 2024
Published By Tony Ghantous
من قصور تراثية إلى فنادق سياحية في مصر

نادرة هي الأماكن التي تحفظ ذاكرة المدن والجغرافيا والتاريخ، وبمرور الزمن تتحول إلى بصمة، تجدّد هذه الذاكرة وتمنحها دفئاً ممتداً في الزمن في عمق الأروقة الحجرية للقصور التراثية في مصر، تتجلّى أسرار الزمن وتحكي قصص الشخصيات التي عاشت وتركت بصماتها الخاصة. ومن خلال تحول هذه القصور إلى فنادق فاخرة، يتمكن الزوار من الغوص في غموض الماضي والاستمتاع بالرفاهية العصرية في آن واحد، ما يجعل تجربتهم لا تُنسى ومثيرة للتأمّل في الثقافة والتاريخ العظيمين لهذا البلد الساحر.

 

"قصر وندسور"

من أقدم الفنادق التاريخية في الإسكندرية، شُيّد عام 1906، عندما كانت الإسكندرية من اكبر المدن التجارية العالمية. وهو يحمل في الأصل اسم جون ويندسور، أحد كبار رجال الأعمال الأميركيين في ذلك الوقت، وأحد مؤسسي الفندق العشرة. وبالطبع، يحمل الاسم في طياته إشارة إلى العائلة المالكة البريطانية، وقلعة ويندسور، مقر العائلة المالكة، وأقدم قلعة سكنية في العالم.

 

يمتاز الفندق بالأسقف المزخرفة والجداريات الزيتية المبهرة المستوحاة من الأساطير والروايات العالمية، وهذا، بجانب التحف الثمينة واللوحات الضخمة المحلاة بالنقوش التي تضفي عليه جواً من الترف. ومن أبرز اللوحات التي يتباهى بها الفندق، لوحة أصلية تصور أول معجزة للسيد المسيح في أرض كنعان. يغلب الطابع الكلاسيكي على كل أركان الفندق، من أثاث وديكور، وبالأخص الستائر العملاقة المنسدلة على جدران الفندق المنقوشة باللون الذهبي التي توحي بأجواء القصور الملكية.

 

"قصر السلاملك"

قصر السلاملك يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في منطقة المنتزه في الإسكندرية، شُيّد هذا القصر على يد الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1892، ليكون استراحة له ولصديقته المجرية الكونتيسة «ماي توروك هون زندو» والتي تزوجها في ما بعد وعُرفت باسم جويدان هانم.

 

ويُعدّ هذا القصر من أهم المباني المشيّدة في قصر المنتزه، وقد كان المقرّ الصيفي الملكي للملك والملكة قبل تشييد قصر الحرملك عام 1925. وعن تسمية القصر، فكلمة السلاملك تعني المكان المخصّص لاستقبال واجتماع الرجال (على العكس من الحرملك)، وفي عهد الملك فاروق خُصّص القصر ليكون مكتباً خاصاً للملك ومقراً للضيافة الخاصة بإيواء ضيوف الملك.

 

يحتوي القصر على 14 جناحاً و6 غرف فاخرة، وأهم هذه الأجنحة الجناح الملكي الخاص بالملك، والذي يطلّ مباشرة على حدائق المنتزة وشرفته، يمكنها استيعاب حوالى 100 فرد. ويحتوي القصر أيضاً على الحجرة البلورية التي خُصّصت للملكة، حيث سُميّت بهذا الاسم نظراً لكون كل ما تحويه قد صُنع من البلور والكريستال الأزرق النقي. في حديقة القصر يوجد العديد من المدافع الحربية بهدف تحصين وتأمين القصر ضدّ أي هجوم طارئ من جهة البحر على القصر.

 

فندق "ماريوت"

فندق ماريوت او "قصر الجزيرة" شيّده الخديوي إسماعيل، من أجل ضيفة الشرف الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث وحاشيتها الملكية وضيوفه من ملوك أوروبا والعالم، لحفل الافتتاح الأسطوري لقناة السويس عام 1869 أي منذ 146 عاماً.

 

يقبع الفندق في بقعة ساحرة في جزيرة الزمالك، وهو يعكس في تصميمه المعماري شغف الخديوي بطراز النيو كلاسيكي الذي كان شائعاً في أوروبا آنذاك. ويلفت الانتباه مزج الطراز المعماري الإسلامي مع الطراز الأوروبي في مدخل القصر المنيف الذي تزينه الأقواس المعمارية والتي صُنعت خصيصاً في ألمانيا.

 

ويُعتبر فندق ماريوت الزمالك من أفخم الفنادق المصرية التي توجد في قلب العاصمة، ويُعدّ نزلاً لكبار زوار الدولة المصرية من رؤساء ومشاهير في الفن والمسرح والسينما، وتُعقد في الفندق أهم المؤتمرات العالمية والمؤتمرات الصحافية والإعلامية للإعلان عن الأحداث الكبرى.

 

تُعدّ كل قطعة في الفندق تحفة أثرية لا تُقدّر بثمن، ويعدّ التجول بين أرجاء الفندق الواسعة أشبه برحلة داخل متحف للآثار.

 

مع بداية السبعينات شهد القصر تحولاً أساسياً في تاريخه بتولّي شركة «ماريوت العالمية» إدارته، فتمّ ترميم القصر والحدائق مع بناء برجين على جانبيه ليضمّا 1250 غرفة وجناحاً فاخراً مع الاحتفاظ بالقصر الأصلي مقرًا للاستقبال والمطاعم وقاعات الاجتماعات وصالات الاحتفالات، وقد افتُتح الفندق في عام 1982.

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

لسبب غريب.. مطاعم إسبانيا تفرض رسوما إضافية على السائحين
بيونسيه تصدر ألبومها المرتقب: تجربة شخصية

https://www.traditionrolex.com/8