كاتب دعاية غامض لـ’’الدولة الإسلامية - خراسان‘‘ يكنّي نفسه بـ’’الكَنَدي‘‘

يدّعي كاتب غامض يقوم بالدعاية لفرع أفغاني من تنظيم ’’الدولة الإسلامية‘‘ المسلّح (المعروف إعلامياً أيضاً باسم ’’داعش‘‘) أنه يقيم في مكان ما في كندا، ما من شأنه أن يثير قلق السلطات الكندية وفقاً للخبراء.

وتحتوي مجلة ’’صوت خراسان‘‘ (Voice of Khurasan) الصادرة بالإنكليزية على مساهمات عدة موقّعة باسم ’’سليمان داود الكَنَدي‘‘.

وهذه المجلة مطبوعة إلكترونية يستخدمها تنظيم ’’الدولة الإسلامية - ولاية خراسان‘‘ الذي تبنّى الهجوم المسلح على رواد حفل موسيقي قرب العاصمة الروسية موسكو يوم الجمعة الفائت سقط فيه 140 قتيلاً على الأقل.

وكنية ’’الكَنَدي‘‘ حملها العديد من الأعضاء البارزين في تنظيم ’’الدولة الإسلامية‘‘ في الماضي.

ويحمل مقال طويل نُشر في حزيران (يونيو) 2023 توقيع سليمان داود الكَنَدي. ويوحي فيه المؤلف أنه يعيش في الخفاء في دولة غربية.

ويوبّخ الكَنَدي في المقال المذكور الرجال المسلمين، ’’خاصة حيث أُقيم‘‘، الذين يميلون إلى ’’ارتداء سراويل الجينز الضيقة‘‘ و’’ملء وجوههم بالطعام‘‘ في حملات جمع التبرعات لـ’’سوريا الحرة‘‘ أو ’’فلسطين الحرة‘‘ بدلاً من الالتزام بالقتال في صراع مسلح تحت راية تنظيم ’’الدولة الإسلامية‘‘.

ويحمل توقيعَ الكَنَدي أيضاً مقالٌ نُشر في المجلة نفسها الشهرَ التالي يدعو إلى غزوٍ جهاديِّ لإسرائيل.

سيارات إسعاف وإغاثة في محيط موسكو قرب قاعة الاحتفالات التي تعرّضت في 22 آذار (مارس) 2024 لهجومٍ دامٍ تبناه تنظيم ’’الدولة الإسلامية - ولاية خراسان‘‘.

الصورة: REUTERS / MAXIM SHEMETOV

وفي عدد آب (أغسطس) 2023 من ’’صوت خراسان‘‘ كتب سليمان داود الكَنَدي أنّ الغرب أصبح أكثر جرأة ’’ويعاود قمع المسلمين وقتلهم، وحرق المصحف، واحتلال ديار المسلمين في فلسطين‘‘.

الباحث الإيطالي ريكاردو فالي، مدير الأبحاث في مجلة ’’يوميات خراسان‘‘ (Khorasan Diary) في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، يتعقّب أخبار سليمان داود الكندي ومسؤولين آخرين في تنظيم ’’الدولة الإسلامية - ولاية خراسان‘‘ من خلال تقديم نفسه على شبكة الإنترنت على أنه من مؤيدي التنظيم.

وتواصل فالي مع الكَنَدي وزوّد شبكة ’’سي بي سي‘‘ الإخبارية (خدمة هيئة الإذاعة الكندية باللغة الإنكليزية) بلقطات شاشة لأحاديث معه حول عمله في ’’صوت خراسان‘‘.

’’أخبرني أنه موجود في كندا، لكنه لم يخبرني في أيّ جزء من كندا‘‘، قال فالي.

وقدّم فالي دليلاً على وجود صفحة غير نشطة على منصة ’’فيسبوك‘‘ يعرّف فيها الكَنَدي عن نفسه بأنه من تورونتو، عاصمة مقاطعة أونتاريو وكبرى مدن كندا، وأنه يعيش في مدينة لافال إلى الشمال مباشرةً من جزيرة مونتريال في مقاطعة كيبيك.

عرض عسكري لتنظيم ’’الدولة الإسلامية‘‘ في مدينة الرقّة في وسط شمال سوريا عام 2017.

الصورة: RADIO-CANADA

لوكاس ويبر، المؤسس المشارك للموقع البحثي ’’ميليتانت واير‘‘ (Militant Wire)، قال إنّ تعريف أحد مسؤولي ’’الدولة الإسلامية - ولاية خراسان‘‘ عن نفسه بـ’’الكَنَدي‘‘ قد يكون مدعاة قلق للسلطات الكندية.

ظهور ناشط إعلامي كندي يعمل لصالح فرع جنوب آسيا في تنظيم ’’الدولة الإسلامية‘‘ هو ’’أمر يثير القلق في وقت تصبح فيه ’الدولة الإسلامية - ولاية خراسان‘ عدوانية بشكل متزايد في تكثيف حملتها لضرب الغرب‘‘، أضاف ويبر الذي يتابع ’’الدولة الإسلامية - ولاية خراسان‘‘ عن كثب على الإنترنت.

ويستغلّ هذا التنظيم الفوضى التي تسود أفغانستان منذ استعادة حركة طالبان السيطرة عليها في آب (أغسطس) 2021 لإنشاء معقل له في البلاد وزيادة عملياته العالمية.

وخراسان منطقة تاريخية تضم أجزاء من دول إيران وأفغانستان وتركمانستان في حدودها الحالية.

الكندي فرح محمد شيردون من أوائل الناطقين الرسميين باسم ’’الدولة الإسلامية‘‘ الذين اكتسبوا شهرة على شبكة الإنترنت.

الصورة: CBC

والكنديون من أكثر المتحدثين الرسميين باسم ’’الدولة الإسلامية‘‘ كلاماً في الماضي القريب.

فقد كان فرح محمد شيردون، المولود في كالغاري، كبرى مدن مقاطعة ألبرتا في غرب كندا، والذي ظهر في شريط فيديو دعائي وهو يحرق جواز سفره الكندي، أحد أوائل المتحدثين باسم هذا التنظيم الإسلاموي الجهادي الذين اكتسبوا شهرة على شبكة الإنترنت في عام 2014.

كما اشتهر محمد خليفة، الذي عاش في تورونتو، بأنه ’’صوت الدولة الإسلامية‘‘ بالإنكليزية في الفيديوهات الدعائية للتنظيم.

وتكنّى شيردون وخليفة كلاهما بلقب ’’الكَنَدي‘‘.

من جهته، قال جهاز الاستخبارات الأمنية الكندي (CSIS / SCRS) في بيان أرسله بواسطة البريد الإلكتروني إنه يراقب ’’الدولة الإسلامية - ولاية خراسان‘‘ ويتوقع أن يواصل التنظيم نشاطه على الأقل حتى نهاية العام الحالي.

’’يقدّر جهاز الاستخبارات الأمنية الكندي أنّ الهجمات الملهَمة في كافة أنحاء العالم ستستمر خلال عام 2024 بوتيرة لا يمكن التنبؤ بها، وأنها ستكون مرتبطة جزئياً بالأحداث العالمية ورسائل ’الدولة الإسلامية - ولاية خراسان‘ والدوافع الفردية للمهاجمين المشاركين‘‘، كتب متحدث باسم الجهاز الفدرالي.

المصدر: "راديو كندا"