كندا بحاجة ماسة إلى زيادة إنتاجيتها لمواجهة شبح التضخم

قالت مسؤولة رفيعة المستوى في بنك كندا (المصرف المركزي) إنّ الحاجة لتحسين الإنتاجية في كندا بلغت مستوى طارئاً في وقت يواجه فيه الاقتصاد الوطني مستقبلاً قد يشكل فيه التضخم تهديداً أكبر مما كان عليه في العقود الماضية.

ففي خطاب ألقته أمس، دعت النائبة الأولى لحاكم بنك كندا، كارولين روجرز، إلى اتخاذ إجراءات بشأن ’’سجلّ الإنتاجية الضعيف في كندا، وهو مشكلة مستمرة منذ فترة طويلة جداً‘‘.

وقالت روجرز إنّ إنتاجية العمل في كندا سجلت زيادة طفيفة نهاية العام الماضي، ولكن بعد ستة أرباع سنوية متتالية من الانخفاض.

وأشارت إلى أنّ الولايات المتحدة سجّلت مكاسب في الإنتاجية في نهاية جائحة كوفيد-19 مع استعادة الشركات مكانتها، وأنّ كندا، في المقابل، لم تشهد الوضع نفسه.

’’في الواقع، لا يزال مستوى إنتاجية قطاع الأعمال في كندا كما كان عليه تقريباً قبل سبع سنوات‘‘، قالت روجرز.

لقطة خريفية لمقر بنك كندا في أوتاوا (أرشيف).

الصورة: LA PRESSE CANADIENNE / SEAN KILPATRICK

وتأتي الحاجة إلى تحسين الإنتاجية في الوقت الذي تعتقد فيه روجرز أنّ العديد من العوامل التي ساعدت في كبح التضخم في الماضي سوف تتلاشى أو حتى تنعكس.

’’نحن نعلم أيضاً أنّ التغيرات الديموغرافية والأثر الاقتصادي للتغيرات المناخية ستدفع الأسعار إلى الارتفاع. والتوترات التجارية المستمرة في العالم تزيد أيضاً، هي الأُخرى، من خطر التضخم‘‘، أضافت روجرز.

عندما تكون الإنتاجية منخفضة، لا يمكن للنمو أن يتجاوز وتيرة معينة دون حلول التضخم. (لكن) عندما تكون الإنتاجية قوية، يمكننا أن نتمتع بنمو أسرع وبمزيد من فرص العمل وبأجور أعلى، دون خوف من شبح التضخم.

نقلا عن كارولين روجرز، النائبة الأولى لحاكم بنك كندا

والإنتاجية المنخفضة مشكلة مزمنة في كندا.

وعندما نقارن سجّل الإنتاجية الأخير في كندا بسجلات يعض الدول الأُخرى، فإنّ ما يبرز هو مدى تخلّف كندا في الاستثمار في الآلات والمعدات وفي الملكية الفكرية، وفقاً لروجرز.

عمال عند خط تجميع السيارات في مصنع ’’تويوتا‘‘ قي كامبريدج في أونتاريو (أرشيف).

الصورة: LA PRESSE CANADIENNE / AARON LYNETT

وترى النائبة الأولى لحاكم المصرف المركزي أنّ علينا في كندا التحقق من أنّ التدريب والتعليم اللذيْن نقدّمهما يوفّران المهارات التي نحتاج إليها، مضيفةً أنّ بيئة أعمال أكثر تنافسية من شأنها أيضاً أن تساهم في تعزيز الابتكار والكفاءة.

ومن المقرر أن يعلن بنك كندا قراره المتعلق بمعدل الفائدة الأساسي وأن يصدر تقريراً جديداً حول السياسة النقدية في اجتماعه في 10 نيسان (أبريل) المقبل.

وأظهرت بيانات وكالة الإحصاء الكندية الصادرة الأسبوع الماضي أنّ معدل التضخم السنوي جاء أقل من المتوقع لشهرٍ ثانٍ على التوالي بالغاً 2,8% في شباط (فبراير).

وعزّزت أرقام التضخم الأخيرة توقعات الاقتصاديين بأنّ بنك كندا سيبدأ خفض أسعار الفائدة حوالي منتصف العام الحالي.

المصدر: "راديو كندا"